أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

رواية ليلى وعمر كاملة جميع الفصول بقلم سارة علام

رواية ليلى وعمر واحدة من افضل الروايات الرومانسية المصرية حيث كانت ليلى تؤمن أن بعض اللقاءات تُكتب قبل أن نولد،
وأن هناك وجوهًا حين نراها لأول مرة، نشعر وكأننا عرفناها منذ زمن بعيد.
ولمّا التقت عمر، تأكدت أن القدر لا يطرق الأبواب صدفة.
هو لم يكن كبقية الرجال؛
يحمل في عينيه حزنًا لا يعرف سببه أحد،
وفي صوته دفئًا يوقظ شيئًا خامدًا داخلها.
أما هي، فكانت النور الذي اخترق عتمته،
والفوضى التي أعادت ترتيب قلبه من جديد.
لكن الحب، مهما كان نقيًا، لا يأتي بلا ثمن.
فالظروف لا ترحم، والماضي لا ينسى،
وما بين وعدٍ لم يُكمل، وخوفٍ من الفقد،
تعلّم عمر وليلى أن الحب ليس دائمًا نهاية سعيدة،
بل أحيانًا... هو بداية لمعركة طويلة مع القدر




رواية ليلى وعمر كاملة جميع الفصول

عايزه تسبيني لوحدي يا ليلى!
بصيت له وأنا بدقق في ملامحه
ملامحه اللي محبتش قدها ولا شوفت في جمالها
هو كله جميل بس الظروف والحياه مش حبانا سوا!
ـ ليلى محبتش ولا هتحب قدك يا عمر بس مبقتش قادره
حضن كف إيدي وهو بيبص في عيوني
ـ هنحاول تاني! نحاول سوا يا ليلى أنا مليش غيرك
سحبت إيدي وانا بمسح اخر دمعة نزلت من عيوني
ـ مش قادره أقف في وشهم اكتر،
الكل رافض وأنا بقيت ضعيفة قدام كلامهم
ـ طب عشان خاطر عمر حبيبك خلينا نحاول تاني!
هكلم عمي تاني واقوله نقدم معاد الفرح بس خليكي معايا
حضنت أيده أنا المره دي وعيوني بدأت تتملي دموع تاني
ـ وحياتك عندي أنا ما هحب غيرك ولا حبيت حد قدك
هستناك عُمري كله يا عُمري أنت
أكيد هنتلاقى تاني في ظروف أحسن ووقت نكمل فيه سوا لآخر العمر
ـ وأنا مش عايز غيرك ومش هبطل احاول عشان نبقى سوا
ـ أنا لازم أمشي دلوقتي
مشيت وأنا سايبه قلبي وروحي معاه، سايبه كل حاجه حلوه ورايا
ليه كلهم عايزين ياخدوه مني!
ليه مستكترين علينا نبقى سوا!
كل دا عشان خلاف بين العيلتين، حاولنا كتير نبعد ونخبي مشاعرنا بس مقدرناش!
مشاعرنا مش بإيدينا ودا اللي حاولنا نفهمه لأهلنا لحد ما وافقوا على خطوبتنا
بس مكناش نعرف أن موافقتهم دي وراها التعب النفسي دا لنا!
طول الوقت يعملوا مشاكل بينا ويتخانقوا على اتفهه أسباب وفي آخر كل خناقة تتقال جملة ” شايفة اختيارك الغلط وصلنا ل ايه؟”
كنا متمسكين ببعض وبحُبنا وهو كان راضي بكل شيء ومستعد يصبر ويفضل معايا دايمًا،
بس انا ضعفت، مبقتش قادرة أتحمل الضغط دا عليا
لقيت أفضل حل اني انسحب ونبعد
عارفه اني مش هقدر على بُعده..بس دا أفضل!
رجعت الدهب وكل حاجه له وساعتها بصيت لأهلي بلوم وكسرة عمري ما هنساها
عدى شهرين وأنا مش بكلم حد منهم ولا بوافق على اي عريس متقدم ليا
مش هقدر أكون مع حد غيره دا عُمري كله!
وهو مبطلش يحاول مع أهلي وأهله أنهم يحلوا الخلاف بينهم، حبيبي كان بيحاول لوحده وواقف قدامهم كلهم
بس كل مره كان بيرجع خايب الأمل ومكسور
مش قادره أطبطب عليه وأبقى جنبه، طلعت اضعف من ما كنت فاكرة
ـ خلاص بقى يا ليلى مش أول واحدة تفركش، لازم تشوفي حياتك يا بنتي
ـ عايزه ابقى لوحدي لو سمحتي
ـ لا ما انتي لازم تفوقي لنفسك مش هتفضلي كده وتوقفي حياتك عليه
ـ هو كان حياتي..وانتوا خدتوه مني
ـ إنتي غبية يا ليلى! مفكرة إنه هيموت عليكي زي ما انتي عامله كده؟ مفكراه وقف حياته عليكي زيك!!
فوقي يا بنتي فوقي وشوفي نفسك واعملي بيت زيه
زيه؟ وقفت عند الجملة دي وانتبهت لها
ـ زيه ازاي مش فاهمة؟
ـ عمر خطوبته النهاردة على بنت عمه! قصتكوا انتهت يا ليلى خلاص عمر مشي للأبد.

يتبع….
ـ مش ناوية ترجعي بقى يا ليلى؟
ـ لا يا ماما، أنا مرتاحة هنا مش حابة أرجع
ـ ليلى يا حبيبتي كفاية بقى بقالك 3 سنين بعيد عننا
يا بنتي أنا وباباكِ كبرنا معدش في عمرنا كتير نستناكي
ارجعي يا ليلى..ارجعي يا بنتي كفاية تعب
أرجع لوجع قلبي تاني!
أرجع لتعب روحي؟، يعني مش مكتوب ليا أنسى ولا حتى أعرف أعيش!!
رجعت..رجعت عشان مندمش لو اتأخرت على أهلي
أنا مبقاش ليا غيرهم..
وصلت الشارع بتاعنا وهاجمتني كل الذكريات فيه
شايفه كل حاجه عشناها سوا قدامي
شديت شنطتي وأنا بدعي أوصل بيتي من غير ما المحه
ما أنا مش هقدر أشوفه دلوقتي وبعد كل دا!
وعشان مفيش حاجه بتحصل زي ما بنتمنى
وعشان يرجع وجع قلبي من تاني
شوفته..كان داخل بيته ومعاه وباين عليه التعب
لسه راجع من شغله، نفس المعاد ونفس المشيه
بس مش نفس الملامح ولا الإبتسامة اللي كانت مزينة وشه!
وشه باهت كأنه مش هو نفسه حبيبي!
حاولت أتفادى إني أبص عليه وأكمل طريقي كأني مشوفتوش لكن..
ـ ليلى!!

كملت طريقي وأنا بوهم نفسي اني هوصل بيتي قبل ما هو يوصل ليا
بس هو وصل ليا الأول ومسك إيدي يوقفني قدامه
رفع وشي له وهو بيضغط على دراعي كأنه مش مصدق اني قدامه!
بقى يلمس وشي وشعري وابتسامته عماله تزيد
ـ ليلى إنتي رجعتي بجد؟ إنتي واقفه قدامي بجد صح!!
قال آخر جملة وهو بياخدني في حضنه،
كنت واقفه مش مستوعبه اللي بيحصل ولا مصدقة إنه واقف قدامي وفي حضني!
حاولت أرفع إيدي أحضنه واقوله قد ايه كان واحشني!
بس للحظة جه قدام عيوني كل اللي حصل
خطوبته وسفري بعيد عنه وعن أهلي كل دا
اتجوزها؟ بقى عنده أطفال منها دلوقتي!!
بعدته عني بكل قهر جوايا وعيوني بدأت تنزل دموع،
ضربته في كتفه وأنا ببعده عني اكتر
ـ إنت ب اي حق تلمسني كده؟ مين إدالك الحق دا وتقرب مني كده!، انت دلوقتي متجوز يعني على الأقل احترم دا ومتفكرش تقرب مني تاني يا عمر!!
كان لسه باصص ليا ومحركش عيونه من عليا لحد ما جت سيرة جوازه، عقد حواجبه بتشويش وبعدين بصلي تاني
ـ صح، أنا دلوقتي متجوز ومينفعش أقرب منك كده عشان مشاعرها،
انتي غبية اوي يا ليلى حتى لما جت لك الفرصة انك تصلحي كل حاجه ونرجع سوا قررتي تهربي تاني!
ضحيتي بيا مرتين! انتي متستاهليش كل محاولاتي عشانك أبدًا، أوعدك المرة دي أنا اللي هبعد للأبد..مبقتش عايزك
يارب تكوني مبسوطه! ضيعتيني وضيعتي نفسك
ضيعتينا يا ليلى وصدقيني عمري ما هسامحك!
مشي! وبقيت لوحدي تاني
فضلت واقفه مكاني وأنا مش عارفه اعمل ايه وأروح فين
مش قادرة أتحرك، أنا اللي ضيعتنا؟
رجعت بيتي تاني ورجعت لأهلي وكل حاجه رجعت لمكانها
إلا انا..
هفضل ضايعة لوحدي وعمر مش هيرجع تاني.

يتبع….
فات يومين ومحصلش جديد، قاعدة في أوضتي مش بخرج بره باب بيتنا.
خايفة أشوفه صدفة تاني، مش عارفه المفروض يحصل ايه تاني بينا أو طريقة التعامل بينا هتكون ازاي!
أنا مش قادرة أشوفه شخص غريب عني! دا عُمري كله!
هو أكيد لسه في مشاعر جواه ليا! اكيد منسيش بسرعة كده
ليه مدافعتش عن حبنا زمان؟ ليه بعدت وسيبته لوحده!
هو عنده حق.. أنا اللي ضيعتنا ب غبائي
ممكن يكون عندي فرصة أخيرة أصلح فيها اي حاجه دلوقتي
لازم أسمعه أنا محتاجه أنه يتكلم
روحت بيته وأنا مترددة وبقدم رجل وأخر التانية
فتح وشافني بقى يبص ليا شويه وبعدين دخل وسابني على الباب
دخلت وراه لقيته واقف وضهره ليا خدت نفس طويل أقدر اطلع بيه الكلام اللي جوايا
ـ ممكن نتكلم شويه؟
ـ اظن مفيش كلام بينا
ـ بس أنا عايزه أتكلم، علشان خاطري خلينا نتكلم
لف وشه ليا وهو بيقرب مني
ـ وأنا كمان كنت عايز أتكلم يا ليلى!
انا كمان كنت محتاجك تسمعيني وتقفي معايا!
بس انتي عملتي ايه؟ هربتي وسيبتيني ودلوقتي جايه عايزاني اسمعك؟
ـ ارجوك يا عمر متضغطش عليا أنا تعبانه والله ومحتاجه افهم انت بتلومني على ايه
اني سافرت؟ انا سافرت لما عرفت انك خطبت بنت عمك
عايزني أفضل ازاي واشوفك مع غيري!
مكنتش هقدر والله
حدف الفازة اللي كانت جمبه على الأرض اتكسرت مليون حته
ـ كنتي كلميني، اسمعي مني أنا مش من منهم
كنتي اسمعيني أنا مرة في حياتك يا ليلى
أنا مخطبتش ولا فكرت في كده، دا كان كلام من أمي علشان يوصل ليكي وتبعدي بعد ما شافت اني مش عايز غيرك!
بس انتي طلعتي ضعيفة زي ما قولتي فعلا
دموعي كانت هي الرد على كلامه
مكنتش قادرة اتكلم ولا أقوله يسامحني تاني
كنت دايمًا اغلط وهو يسامحني، بس المرة دي غلطي كبير
ـ أنا اسفه يا عمر اسفه بجد سامحني
ـ أنا مسامحك من زمان يا ليلى
مسحت دموعي بسرعة وانا بقرب منه بابتسامة
ـ بجد يا عمر؟ يعني خلاص سامحتني وهنرجع سوا!
ـ أنا قولت سامحتك يا ليلى بس إحنا معدش ينفع نبقى سوا
ـ يعني ليه معدش ينفع؟
ـ يعني خلاص أنا مش عايز أحارب تاني علشان واحدة بيعاني، إحنا خلصنا من يوم ما سافرتي يا ليلى
ودلوقتي كل واحد يشوف حياته بعيد عن التاني من غير مشاكل
عنده حق، مش هلومه ابدا ومش هكون أنانية تاني معاه
لازم أبعد زي ما هو عايز..حتى لو هموت لوحدي المهم هو يعيش مرتاح!
ـ عندك حق يا عمر، أنا بس عايزه اقولك اني مش بيعاك زي ما بتقول..انا مستعدة ابيع الدنيا كلها علشانك!
بس لو راحتك في بعادي ف أنا همشي
وقبل ما أخرج من باب البيت سمعت صوته من ورايا
ـ ولو قولتلك متمشيش تاني، مش هتمشي؟
ـ هفضل علشانك
ـ هتقفي معايا لحد ما نبقى سوا؟
ـ معاك لآخر عُمري
قرب شدني لحضنه وهو بيقولي قد ايه بيحبني
والدنيا مش كاملة في غيابي،
ميعرفش إن الدنيا في غيابه مكنتش دنيا!