لكن القدر — ذاك الكاتب الأعظم — كان يُخبّئ بين سطورها قصة لم تخطر على بال أحد.
تزوّجا دون حب، جمعتهما الظروف كما تجمع الرياح ورقتين من طريقين مختلفين.
هو، رجلٌ يعيش بين العقل والالتزام، يهرب من الماضي كما يهرب الليل من الفجر.
وهي، فتاةٌ تؤمن أن الزواج بلا حب هو قيدٌ ذهبيّ، لا يُرى لكنه يُثقل الروح.
ومع كل يومٍ يمر، كانت الورقة التي بدأ بها كل شيء تتحوّل من مجرّد عقدٍ قانوني إلى وعدٍ غير مكتوب... وعدٍ بأن الحب قد يأتي متأخرًا، لكنه حين يأتي، يُعيد تعريف كل شيء.
رواية قسيمة جواز كاملة جميع الفصول
فى يوم من الأيام السعيدة اللى بعيشها مع اسرتى الجميلة واللى فجأة قلب لأسوء يوم فى عمرى كله والضحك اللى كنت بضحكه والفرحة إللى كنت فيها قلبت هم وغم .. ومش عليا انا بس ده على البيت كله .. وده حصل لما الباب خبط وروحت فتحت واتفاجئت بواحد بيقولى انتى مدام سلمى؟ قولتله : معلش مدام مين؟.. انا آنسة سلمى .. انا لسة مااتجوزتش لقيت الراجل بصلى من فوق لتحت باستغراب كده وقالى :
_ حضرتك بتمضى والا بتبصمى؟ قولتله بمضى بس ده عشان ايه؟ قالي : طب اتفضلى امضيلى هنا .. جوزك طالبك فى بيت الطاعة ضحكت بصوت عالى قوى وقولتله وانا مش قادرة اسيطر على روحى من الضحك :
_ جوز مين اللى طالب مين فى بيت مين؟!!
قال : جوز حضرتك السيد خالد قلتله آسفة كتير .. حضرتك اكيد غلطت فى العنوان .. اولا انا آنسة سلمى مش مدام سلمى ثانيا انا مش متجوزة لا من اللى اسمه خالد ولا من غيره عشان يطلبنى فى بيت الطاعة..
الراجل بص على اليافطة إللى على باب الشقة وقالى :
_ مش دى شقة 6 عمارة 13؟ قولتله :
_ ايوة .. بس حضرتك اكيد تقصد واحدة غيرى مش انا إللى تقصدها آسفة كتير..
ولسة هقفل الباب فى وشه لقيته قالى :
_ استنى .. مش انتى سلمى عبد السلام ؟
قلت : ايوة ده اسمى لكن مش انا سلمى اللى تقصدها
قال : الاسم مظبوط والعنوان كمان مظبوط يبقى انا ماغلطتش حضرتك .. اتفضلى أمضى متعطلنيش
قلت : مش همضى على حاجة وندهت على ماما بأعلى صوتى وجات تجرى وهى بتقولى :
_ صوتك عالى ليه .. فى ايه؟
_ تعالى شوفى الراجل ده بيقول انى مدام وأمضى وبيت طاعة ومش فاهمة منه حاجة
ماما طلبت من الراجل أنه يفهمها واحدة واحدة فقال :
– السيد خالد طالب بنتك فى بيت الطاعة ومديها مهلة لحد بكرة الصبح تروحله فى العنوان اللى مكتوب فى الورقة دى وبنت حضرتك رافضة تمضى عليها وتستلمها
أمى مقدرتش تنطق بكلمة وبصتلى وقبل ما تتكلم قلت :
– وربنا مااعرف حاجة عن الكلام اللى بيقوله الراجل ده .. اكيد فى حاجة غلط
لقيت امى هى التانية ندهت على ابويا يمكن يقدر يفهم الموضوع ايه بالظبط وبابا جه ومسك حكم المحكمة فى أيده ووشه جاب ألوان وقال :
– الحكم ده سليم والاسم كمان سليم ومفيش فيهم اى حاجة غلط ..
ولقيته بصلى بقرف وقالى :
– بالراحة كده ومن غير شوشرة أمضى
ولسة هقوله امضى على ايه يابابا لقيته زعق فيا وقالى :
– مااسمعش صوتك .. أمضى .. وليا كلام تانى معاكى بس بعد الراجل مايمشى
مضيت وانا مش فاهمة اى حاجة .. وبعد ما الراجل مشى بابا نادى عليا واول ما روحتله ضربنى بالقلم ومسكنى من شعرى وقعد يقولى :
– انتى بتتجوزى من ورايا وكمان جوزك طالبك فى بيت الطاعة .. يافجرك ياشيخة .. عشان كده فسختى خطوبتك وطلعتى فى الواد القطط الفاطسة والواد يقول والله ياعمى ماعملتلها حاجة .. هى عايزة تسيبنى ليه وانتى تقوليلى اصل انا زهقت منه يابابا ومبحبوش .. ولما رفضت انك تفسخى الخطوبة جبتيلى مصيبة لحد باب البيت عشان تجبرينى انى ارجع للواد شبكته وتصغرينى قدام الكل .. عملت فيكى ايه عشان تعملى فيا ده كله .. ده انا مدلعك وكل طلباتك اوامر واقول دى البنت الوحيدة عندى .. لكن انتى طلعتى جزمة ولا تسوى .. تجوزى من ورايا وتقلى بينا انا وأخواتك كده
ابويا فضل يضربنى ويشتمنى وانا اعيط واقول والله مااتجوزت ولا عملت اى حاجة .. انا كنت عايزة افسخ الخطوبة عشان مبحبوش مش عشان متجوزة من وراكم .. والله مااعرف اللى بيقول عليه ده ايوة انا ممكن اكون متهورة .. لكن مش ممكن يوصل تهورى وجنانى انى اعمل كده
وابويا برضه يضرب فيا ويقولى
_ مش مصدقك .. من ساعة عملتك السودا اللى انتى عملتيها ..من ساعة ما سيبتى خطيبك وانتى نزلتى من نظرى واتوقع انك تعملى اى حاجة
بابا كان ماسك فيا وامى ماسكة فيه وبتحاول تخلصنى من ايده وتقوله حرام عليك ياعبده سيب البنت هتموت فى ايدك وابويا يقولها ياريتها تموت وتريحنى ده اخرت دلعنا فيها وانا بعيط ومش فاهمة اى حاجة
اخويا كان فى الشارع وسمع صوت الهرج بتاعنا جه يجرى وخلصنى من ايده بالعافية وشوية وبابا حط أيده على قلبه ووقع فى الارض وامى زعقت ولطمت ولمت العمارة علينا واخويا قعد جنبه يحاول يفوقه وانا واقفة مكانى مش عارفة اعمل ايه والا اقول ايه .. وشوية والناس فوقت بابا واول مابص ولقانى قدامه عدل وشه الناحية التانية وقال :
– إبعدوها عنى مش عايز اشوف وشها قدامى جريت على اوضتى وانا مش مستوعبة اللى بيحصل وقعدت اعيط لحد مانمت فى مكانى وشوية وجه اخويا صحانى وقالى : – بهدوء كده عايز افهم منك الحكاية ايه بالضبط .. ومتخافيش انا مش هعملك حاجة بس قولى الحقيقة
لطمت على وشى وقولتله :
– والله ما اعرف الحكاية ايه .. جواز مين وبيت طاعة مين .. انا اصلا معرفش حد اسمه خالد .. فى حياتى كلها معرفتش حد بالاسم ده اكيد فى حاجة غلط .. اكيد فى حاجة غلط
كنت خلاص قربت اتجنن وكل ما اخويا يسألنى على حاجة اقوله معرفش معرفش معرفش لحد لما هو كمان قرب يتجنن ويقول :
_ اومال مين اللى يعرف واسأل مين؟!!
لقيت نفسى فى اللحظة دى بقوله:
– روح للى اسمه خالد ده واعرف منه ايه الحكاية .. اكيد هو اللى عنده الاجابة لكل اسئلتك .. اكيد فى حاجة غلط فى الموضوع .. اكيد تشابه أسماء وتشابه فى العنوان .. اكيد فى تشابه فى اى حاجة لكن مستحيل اكون انا سلمى اللى جوزها طالبها فى بيت الطاعة مستحيل اكون انا متجوزة اللى اسمه خالد ده .. انا لو كنت المقصودة كنت قلت واعترفت بكل حاجة لكن ماحصلش
اخويا لما شاف حالتى كده صعبت عليه وأخدنى فى حضنه وقالى :
– خلاص متعيطيش .. هروح لخالد ده وافهم منه الحكاية ايه .. اكيد زى ما قولتى فى سوء فهم فى الموضوع وخالد ده هو اللى هيفهمنا كل حاجة
وشوية وقالى : قومى البسى بسرعة وتعالى معايا نشوف اللى اسمه خالد ده يفهمنا ايه اللى بيحصل بالظبط
معرفش ازاى فى اقل من عشر دقايق كنت لبست وواقفة قدام اخويا اللى اول ماشافنى قعد يبصلى من فوق لتحت ويقولى :
– معقولة البرنسيسة سلمى تخلص لبس بالسرعة دى؟!.. اومال فين الطرحة إللى بتحطيها فى ساعة والميكب إللى فى ساعتين والاكسسوارات اللى فى نص ساعة والبرفان إللى بترشيه وريحته بتجيب اخر الشارع كل ده راح فين قولتله : انا مش فايقة دلوقتى للكلام ده .. لما اشوف المصيبة إللى انا فيها الاول وبعدين ابقى اعمل كل ده وروحنا لخالد وياريتنى ماروحت ولا شوفت وشه عشان صدمنى باللى حصل …
↚
روحنا لخالد وياريتنى ماروحت ولا شوفت وشه عشان صدمنى باللى حصل …
خالد اول ماشافنى بصلى وضحك وقال مش معقول .. مدام سلمى قدامى فى بيتى المتواضع؟ حطيت ايدى على بوقى وقلبى دق بسرعة رهيبة وقولتله :
– معلش .. هو انت تعرفنى؟
قالى : هو فى حد ميعرفش مراته إللى متجوزها على سنة الله ورسوله؟.. ياشيخة عيب عليكى
قولتله وانا خلاص كنت قربت اعيط :
– مرات مين حضرتك؟!!
قال : مراتى انا .. سمسمة حبيبة قلبى
اخويا بصلى وقالى
– كنتى بتكدبى عليا؟
قولتله : لا والله ما كنت بكدب .. والله ما اعرفه .. انا مش فاهمة حاجة .. متصدقوش ده كداب او مجنون .. اكيد فى حاجة غلط
شوية واخويا قرب من خالد وقاله :
– لو سمحت فهمنى كده بالراحة انت تعرف اختى منين واتجوزتها فعلا؟
خالد : ايوة .. اومال بناء علي ايه رفعت دعوى وطلبتها فى بيت الطاعة .. بهزر معاكوا مثلا؟
اخويا مسك ايدى وقربنى من وشه وهو بيقوله :
– طب بصلها كده كويس انت متاكد ان هى دى سلمى مراتك إللى بتتكلم عنها؟
- خالد : ايوة هى سلمى عبد السلام محمد مراتى إللى مكتوب اسمها فى قسيمة الجواز .. هى بعينها إللى واقفة قدامى دلوقتى
اخويا : ماشى .. فهمنى بقى ازاى عرفتها وامتى اتجوزتها وفين قسيمة الجواز دى؟
– اتجوزتها من حوالى اسبوعين واعرفها عن طريق واحدة صحبتها اسمها امل وقسيمة الجواز ثوانى واجبهالك
دخل خالد يجيب قسيمة الجواز وانا واقفة مش على بعضى .. متوترة وعمالة اكل فى ضوافرى واخويا بيبصلى ويقولى :
– أهدى شوية لحد مانشوف القسيمة اللى بيقول عليها .. اكيد هتطلع غلط
واول ماخالد رجع واخويا مسك القسيمة فى أيده كان قلبى قرب يقف .. اخويا مشى ناحيتى ورفع القسيمة قدام عنية وقالى :
– هى دى امضتك؟
بصيت عليها واتصدمت وقولته :
– ايوة .. بس انا مامضتش على اى قسيمة ولا اعرفه واول مرة في حياتى اشوفه النهارده اخويا قال :
– طب ازاى .. القسيمة سليمة مش مزورة وصورتك عليها وامضتك كمان .. طب بصى كويس دى بصمتك؟
قولتله : معرفش بس الامضا امضتى لكن البصمة معرفش .. انا مش خبيرة بصمات عشان اعرف
اخويا قاله : حضرتك ازاى وهى بتقول انها اول مرة فى حياتها تشوفك؟
قال : كدابة .. انا اتجوزتها برضاها وبموافقتها والقسيمة سليمة والامضا امضتها والبصمة بصمة أيدها ولو مش مصدق اعرض القسيمة على الطب الشرعى وهو يحدد ان كانت امضتها وبصمتها والا انا مزور
اخويا كان واقف يفكر ومش عارف يقول ايه والا يعمل ايه .. يصدقنى انا اللى بنكر صلتى بيه وانى مااتجوزتوش ولا عمرى فى حياتى شوفته والا يصدق القسيمة اللى شافها بعنيه وكلامه اللى يأكد انى كدابة .. اخويا وقف محتار مش عارف يتصرف ازاى وانا واقفة جنبه وكإنى فى حلم او فى كابوس مش فاهمة منه اى حاجة .. حسيت أن عقلى اتشل ومش عارفة ايه اللى بيحصل حواليا ومش قادرة ادافع عن نفسى ومش عارفة اتكلم كلمتين على بعض .. المفاجأة كانت شديدة عليا وخلتنى واقفة زى ما اكون تايهة
شوية وخالد اتحرك ناحيتى وميل عليا وباسلوب كله تريقة قالى :
– طب يامدام سلمى انا كنت عامل حسابى انك هتيجى بكرة مش النهارده .. ف معلش بقى مقدرتش انضف البيت .. ابقى نضفيه انتى .. نضفى براحتك ده خلاص هيبقى بيتك من النهارده بصتله بقرف من فوق لتحت وبلهجة حادة قولتله :
– بيت مين وانضف ايه .. انت اكيد مجنون .. انت مين اصلا عشان تقولى نضفى وتؤمر وتتأمر عليا .. تعرفنى منين انت وايه مدام سلمى دى؟.. انا انسة سلمى أو استاذة سلمى غصب عنك والزم حدودك معايا لأعرفك مقامك
ميل عليا تانى وهددنى وهو بيقولى :
– منخيرك دى هجيبها الارض وهذلك واخليكى خدامة عندى من غير فلوس .. انتى مراتى غصب عن عينك وعين الكل سواء برضاكى أو رغم انفك
اخويا اول ما سمع كلام خالد ده مسك فيه وكان عايز يضربه وهو بيقوله :
– هو فى ايه بالظبط .. تذل مين .. اصحى وفوق كده .. ده انا ادفنك فى مكانك لو عينك اترفعت فى اختى
ضحك خالد وقال :
– اختك دى تبقى مراتى ومعايا حكم محكمة أنها تيجى تعيش معايا هنا ولو مانفذتوش افتكر انك عارف اللى هيحصلها .. وراح ماسك ايد اخويا ومنزلها من عليه بعنف وقاله :
– اطلع برة وسيبلى مراتى امشيها على مزاجى واعلمها الادب إللى معرفتوش تعلمهولها
اخويا اتهور فى اللحظة دى. ومسك خالد اداله لكمة جامدة والغريب أن خالد ماكنش بيقاوم اخويا وكان مستسلم له وكأنه كان عايز اخويا يضربه لسبب عرفته بعدين ..
خالد اول ما شاف دم نزل من بوقه ومناخيره رمى نفسه على الارض وقعد يصرخ ولم الناس علينا وطلب منهم يمسكوا اخويا وطلع يجرى يقدم بلاغ ويطلب إثبات حالة وتحويله إلى المستشفى إللى كتبتله علاج اكتر من واحد وعشرين يوم وبالتالى تم القبض على اخويا واتحول للمحاكمة وهناك خالد اتهمه بأنه كان عايز يقتله وبسرعة بقيت قضية ومحدش بقى فاهم حاجة فى اى حاجة وانا واقفة اتفرج بس ومش عارفة اتصرف ازاى ..
ولاول مرة احس انى وحيدة محدش جنبى .. انا اللى كان الكل دايما معايا ويتمنولى الرضا ارضى جه عليا اليوم إللى شوفت نفسى فيه وحيدة ومحدش جنبى ولا معايا
ابويا نايم فى البيت مش قادر يتكلم مع حد ومحدش راضى يجيبله اى سيرة عن قضية اخويا
امى بتدعى عليا وبتقولى خربتى البيت بدلعك الماسخ
واخواتى الاولاد قاطعونى ومحدش فيهم راضى يكلمنى
اخويا مرمى فى السجن ومستقبله بيضيع والمحامى بيقول موقفه صعب ولازم خالد يتصالح معاه ويتنازل عن القضية والا هياخد حكم ويتحبس
وخالد بيقولى هجيبك راكعة تحت رجلية والادب اللى متعلمتهوش من ابوكى وامك انا هعلمهولك وظلمك للناس واتهامك ليهم بالباطل هدوقهولك
وخراب البيوت هدفعك تمنه غالى قوى عشان انتى تستاهلى اكتر من كده
كل ده بيحصلى وانا مش فاهمة ايه السبب .. عملت ايه فى دنيتى عشان يتعمل فيا كل ده
ولقيت نفسي مرة تانية بروح لخالد واترجاه أنه يرحم اخويا ويتصالح معاه قبل ما مستقبله يضيع وأنه يقول الحقيقة كلها لابويا وامى واخواتى اللى مش قادرين يوروا وشهم للناس وانا مستعدة اعمل اى حاجة ترضيه
قالى : إللى يرضينى انك تيجى تعيشى معايا هنا تخدمينى واللى اقولك عليه تنفذيه من غير اى كلام
قلت : بس انت عارف ومتاكد اننا مش متجوزين
قال : مايهمش .. انا اصلا مايشرفنيش اتجوز واحدة زيك .. انا مش عايز غير انك تكونى خدامة عندى والكل يعرف كده
بكيت واترجيته وقلتله :
– هتستفيد ايه لما تعمل فيا كل ده .. عملتلك ايه عشان تنتقم منى بالشكل ده
قالى : ده الكلام اللى عندى ولو مش عاجبك خلاص حلال عليكى السجن بقى وبدل مااخوكى وحده اللى يبقى رد سجون تبقوا انتوا الاتنين وتبقوا تونسوا بعض
قولتله : هطعن بالتزوير فى قسيمة الجواز دى وساعتها انا اللى هدخلك السجن واخويا هيطلع براءة
يتبع….
↚
قولتله : هطعن بالتزوير فى قسيمة الجواز دى وساعتها انا اللى هدخلك السجن واخويا هيطلع براءة
لقيته بيضحك بسخرية ويقولى :
– اشتكى ومش هتوصلى لحاجة لأن القسيمة سليمة والامضا إمضتك والبصمة بصمتك يعنى انتى شرعا وقانونا مراتى انا مش مزور حاجة .. انا مش عبيط للدرجة دى .. انا واثق فى كل كلمة بقولها وكل ورقى سليم
كنت واقفة اعيط واكلم نفسى واقول : عملت ايه عشان يحصل فيا كل ده .. انا ماعملتش حاجة لكل اللى بيحصلى ده
لقيت خالد خرج وغاب شوية ورجع يقولى :
– هو انتى لسة هتعملى .. خدى استلمى
رفعت راسى ابص عليه لقيته شايل عيلة صغيرة على ايده وماسك فى أيده التانية ولد وبنت سنهم قريب من بعض وقرب ناحيتى وقالى :
– خدى شيلى .. استلمى مهمتك .. اكليهم وشربيهم ولبسيهم وتاخدى بالك منهم كويس قوى لحد ربنا مايرجع امهم بالسلامة وتنور بيتها
بصتله وانا باين عليا الدهشة ومش فاهمة منه حاجة فقالى :
– متبصليش كده .. خدى شيلى دول قدرك وانا بقى مش هخليكى تهربى من قدرك
اخدت البنت شلتها وكانت بتاكل فى أيدها ووقفوا العيلين التانيين جنبى و لا أنا ولا هما كنا فاهمين حاجة
شوية وخالد شخط فيا وقالى :
– قومى غيريلهم هدومهم واكليهم ونيميهم وبعد كده تنضفى البيت كله .. والا مستنية اجيبلك خدامة تخدمك وانتى قاعدة
كنت عايزة اشخط فيه واقوله انى مش هعمل كده وان عمرى فى حياتى ماعملت حاجة لاى حد .. ايه اللى يخلينى اعمل كده دلوقتى لعيال معرفهاش
لكن منظر العيال صعبوا عليا ومعرفش ليه حنيت ليهم وسكت وقلت خلاص اسكت واقضى اليومين دول بالطول والعرض لحد ما اخويا يطلع من سجنه واخلص من خالد ده العمر كله .. واستسلمت للوضع إللى بقيت فيه
كنت شايلة البنت وانا مش عارفة اعمل معاها ايه هى والا اخواتها
انا رغم انى انسة كبيرة واللى فى سنى اتجوزوا ومعاهم بدل العيل اتنين تلاتة لكن عمرى ما اتحطيت فى الموقف ده .. انا كنت بنت على تلات اولاد يعنى الدلع كله .. معرفش حتى ادخل المطبخ وكانت كل حاجتى اصحى من نومى الاقيها جاهزة من اول هدومى لحد اكلى وشربى وطلباتى وكإنى عيلة مش عارفة تعتمد على نفسها
كنت بتدلع على الكل والكل كان راضى بدلعى لكن دلوقتى مفيش دلع .. فى عقاب وكإن الايام اللى عشتها مرتاحة هتخلص منى اليومين الجايين مع خالد واولاده إللى فعلا أصبحت ليهم ام بديلة اغيرلهم هدومهم واكلهم واشربهم وانيمهم .. لكن البنت الصغيرة مكنتش عارفة اعمل معاها حاجة
كانت صغيرة أوى وكانت دايما محتاجة لامها وإللى حاولت على أد ما اقدر اعوضها عن غيابها وكنت دايما بطلب المساعدة من خالد اللى كل مايسمعنى اقول كده يقولى خليكى حنينة عليها وحسسيها بحنانك وهى تحبك وتسمع كلامك .. البنت محتاجة حنان امها إللى اتحرمت منها والبركة فيكى
وكل ما اقوله ليه هو أنا عملت فى امها ايه .. هو انا اعرفها اصلا؟
يقولى عملك اسود .. لما مكنتيش تعرفيها واذتيها .. اومال لو كنتى تعرفيها كنتى عملتى فيها ايه
وكل شوية كان يهددنى ويخوفنى ويقولى هدفعك التمن غالى عشان تحرمى تعملى اى حاجة زى كده تانى مع اى حد سواء تعرفيه أو متعرفهوش
كان كلامه دايما ليا لوم واتهام انى انا السبب بس فى ايه .. مقدرتش اعرف
بيتهمنى دايما إنى دمرت حياة ناس بدلعى واستهتارى بس مين الناس دول والا عملت ايه معرفش .. دماغى كانت واقفة عن التفكير وكنت ناسية حتى امبارح أكلت ايه .. كل إللى حصلى من يوم ماشوفت خالد وقال اننا متجوزين ودماغى وقفت عن التفكير حتى مش قادرة افتكر امتى مضيت أو بصمت على ورقة الجواز إللى بيقول عليها
قعدت ايام كتيرة احاول افتكر عملت ايه بالضبط وموصلتش لحاجة .. وجودى فى بيت خالد ومع اولاده وجوازى منه إللى معرفش حصل ازاى خلانى كنت قربت اتجنن وانا بحاول افتكر اى حاجة توصلنى لكن فشلت
عشت فى بيت خالد ومع اولاده حوالى اسبوع وكل مااقوله روح أتنازل عن المحضر اللى عملته لاخويا يقولى بكرة
اقوله اناعملت اللى قولتلى عليه وعشت معاك خدامة ليك ولاولادك عايز ايه منى تانى
يقولى عايز اذلك وادوقك طعم الظلم عشان تحرمى تظلمى حد
اقوله طب فهمنى انت بتعمل معايا ليه كده .. قولى ظلمت مين وغلطت فى حق مين وانا اصالحه واعتذرله يقولى اسألى نفسك عملتى ايه
اقوله مش فاكرة
يضحك بسخرية ويقولى :
– ياسلام تظلمى ناس وتتهميهم ظلم وتخربى بيتهم وتقولى بكل بساطة مش فاكرة؟.. انا بقى هفكرك واحدة واحدة وعلى مهلك .. انا مش مستعجل وهخليكى تفتكرى وتكفرى عن كل اللى عملتيه
بعد فين وفين خالد راح أتنازل عن المحضر واخويا خرج ورجع البيت بس انا مازلت عايشة فى بيته ومع اولاده خدامة ومن غير اجرة زى ما قال وكل مااقوله سيبنى ارجع البيت وتعالى قول الحقيقة لبابا وماما واخواتى لان انا تعبت .. يقولى هو انتى لسة شوفتى تعب .. التعب جاى جاى متستعجليش
عيشت ايام سودة فى بيته .. كان بيصحينى الساعة سبعة اقلع والبس واكل واشرب الواد والبنت الكبار وبعدها ياخدهم هو يوديهم الحضانة وادخل اغسل هدومهم واروق اوضتهم واطلع اروق اوضة خالد واغسل هدومه وقبل ما ادخل المطبخ البنت الصغيرة تكون صحيت اغيرلها واكلها واشيلها على أيدى وادخل بيها المطبخ اعمل الغداء
وبعد الظهر خالد يرجع بالعيال ادخل اغيرلهم واكلهم وانيمهم وبعد كده أخرج احضر الغداء لخالد واخد هدومه اغسلها واروق المكان كله وادخل المطبخ انضفه وأحضر الرضعه للبنت الصغيرة اللى كانت مبتنزلش من على ايدى الا وقت ما تكون نايمة
لكن رغم التعب اللى كنت بتعبه الا انى حسيت انى بقيت واحدة تانى .. اتغيرت واتحملت المسؤولية وبطلت اطلب من خالد أنه يرجعنى بيتنا وبدأت اتعود على حياتى الجديدة وكنت دايما بقارن بين حياتى فى الاول وحياتى دلوقتى
فى الاول كنت اصحى على صوت ماما وهى بتقولى قومى يا سلمى الفطار جاهز
لكن دلوقتى بصحى على صوت البنت الصغيرة وهى مش عارفة تنطق فتلعب فى وشى لغاية ما اصحى ..
كنت فى الاول بقعد اكل وأقوم حتى ما اكلف نفسى اشيل الطبق اللى اكلت فيه .. لكن دلوقتى بحضر الاكل بنفسى وبشيله وبنضف مكانه كمان
فى الاول امى كانت تحطلى هدومى متطبقة فى دولابى وتروقلى اوضتى وتدينى الفلوس إللى كنت بطلبها .. لكن دلوقتى انا اللى بغسل واطبق وادى المصروف كمان
كنت عايشة ومستهترة ومش شايلة للدنيا هم .. لكن دلوقتى شايلة هم بكرة وبعده وبعده مع العيال دى
فى الاول كنت بخرج وادخل براحتى ومحدش يسألنى رايحة فين والا جاية منين
لكن دلوقتى مقدرش اخطى برة خطوة واحدة لان بقى فى تلات عيال فى رقبتى ملزمين منى
عشت فى بيت خالد اعمل كل ده .. فى الاول كان بالغصب لكن دلوقتى بقى بالرضى بعمل كل حاجة برضايا ومش بديله الفرصه أنه يأمرنى ويقولى اعملى ده ومتعمليش ده .. كنت بعمل من نفسى وكأنى فعلا متجوزة خالد واولاده دول اولادى وانى امهم الحقيقية
لحد ما فى يوم خالد جه وطلب منى انى اجهز نفسى انا والعيال عشان هنروح نزور اخته وأمه اللى ساكنين فى محافظة تانية
مترددتش ثانية واحدة ووافقت ورحت معاه وياريتنى مارحت ولا سمعت اللى سمعته ولا شوفت اللى شوفته
يتبع….
↚
لب خالد منى انى اجهز نفسى انا والعيال عشان هنروح نزور اخته وأمه اللى ساكنين فى محافظة تانية
مترددتش ثانية واحدة ووافقت وروحت معاه وياريتنى ماروحت ولا سمعت اللى سمعته ولا شوفت اللى شوفته
واحنا فى الطريق حذرنى خالد من انى متكلمش نص كلمة قدام اى حد عن ظروف جوازنا وفهمنى ان كل اللى يسألنى اقوله الجوازة جات بسرعة عشان اخد بالى من العيال واكتر من كده متكلمش وسمعت كلامه وكل مايقولى على حاجة اقوله حاضر
أمه اول ماشافتنى اخدتنى بالحضن وقعدت تبوسنى وتشكر فيا وفى اللى عملته
وعرفت بعد كده أن خالد فهمهم انى اتجوزته بسرعة عشان الظروف اللى حصلت وعشان اكون جنبه وجنب العيال بس ظروف ايه اللى حصلت عندهم مكانش خالد بيدينى اى فرصة انى اعرف اللى حصل معاهم
كل ما أمه كانت تيجى تتكلم معايا فى إللى حصلهم يجى هو ويغير الموضوع بسرعة .. بس كل اللى قدرت أفهمه أن خالد كان مسافر برة مصر ولسة راجع مكملش شهر وكدب عليهم لما فهمهم انى كنت أعرفه من فترة طويلة وكنا متفقين على الجواز وبسبب اللى حصل قدمنا ميعاد جوازنا عشان اكون جنبه ومسبوش لوحده
أمه كانت طيبة قوى وحنينة معايا لكن اخته هدى كانت بتبصلى كل نظرة ونظرة كلها غل مش عارفة ليه وكنت بحاول بكل الطرق اتجاهلها واعمل نفسى مش واخدة بالى منها خالص
كانت بتكلمنى ببرود وفى نفس الوقت بغيظ منى وكأنى قتلتلها قتيل .. مكانتش قبلانى خالص حتى لما حطت الاكل وقعدنا ناكل نظراتها ليا خلتنى مقدرتش اكل لقمة واحدة وقولتلهم انى تعبانة من السفر وعايزة ارتاح
راح خالد ضحك وقال :
– خديها ياهدى اوضتك خليها تستريح
ولاول مرة اشوف هدى بتضحك .. ضحكت ضحكة كلها مكر وهى بتقوله :
– هريحها من عيونى .. انت تؤمر
أمه قالتله متخوفهاش بقى .. انتو هتريحوها زى ريا وسكينة والا ايه
خالد قالها : لا يا امى متخافيش .. احنا مش بنقتل .. احنا بنعذب بس
والكل قلب الموضوع ضحك وهزار الا انا اللى سكن جوايا الرعب ومكانش راضى يسبنى
دخلت هدى تنام فى اوضتها وانا فضلت مع امه وكل الوقت مايتاخر أمه تقولى مش هتقومى تنامى ياسلمى انتى اكيد تعبانة من السفر اقولها لا خلينى قاعدة معاكى شوية .. اصلك بتفكرينى بماما وكمان البنت الصغيرة لسة صاحية
تقولى طب هاتى البنت تبات معايا وادخلى انتى نامى
اقولها مقدرش اتحمل انها تبعد عنى دقيقة واحدة .. انا اتعودت عليها خلاص .. فتدعيلى وتقولى : ربنا يبارك فيكى ويديكى على قد اللى بتعمليه مع العيال دى
شوية وقالتلى خلاص خديها نيميها جنبك اقولها لما يجينى نوم هبقى ادخل عند هدى
وخالد قاعد كل شوية يبصلى ويضحك على منظرى وانا باين عليا انى خايفة ادخل لأخته وكأنه فرحان فيا وباللى بيحصلى وجابنى هنا مخصوص عشان يخوفنى اكتر ماانا خايفة منه
ولما الوقت اتاخر وخالد لقانى مصممة مدخلش الاوضة صمم وحلف عليا وقام بسرعة فتح باب اوضة هدى وقالى :
– اتفضلى ياسلمى هانم ادخلى نامى انتى وبنتك عشان انا كمان عايز انام فى حضن أمى حبيبة قلبى النهارده
دخلت الاوضة وانا شايلة البنت الصغيرة وبقدم رجل واخر التانية ونيمت البنت جنب هدى إللى كنت حاسة أنها صاحية وعاملة نفسها نايمة وقعدت جنبها وكل ما احس أنها بتتحرك اقف على طول .. قضيت ليلة من اسوء الليالى إللى مرت عليا فى حياتى كلها وكل ما افتكر نظرات خالد وضحكه على منظرى وانا يزيد خوفى وقلقى من اللى ممكن يعمله فيا هو واخته
وكل ما احاول اغمض عينيا احس بالخوف .. وهى كمان حسيت بيها طول الليل مكانتش قادرة تنام وصاحية وبتمثل أنها نايمة .. لحد النهار ماطلع وحسيت بيها قامت من جنبى وخرجت حطيت ايدى على قلبى واتنهدت وحمدت ربنا انى خلصت منها وقعدت اكلم نفسى انى مش هستنى يوم تانى هنا وانى هسافر النهارده مهما حصل
قمت بسرعة عشان أقول لخالد انى هسافر النهارده ومش هفضل يوم تانى هنا ولسة هخرج من الاوضة عشان اقول لخالد الكلمتين دول
سمعت هدى بتتكلم معاه وبتقوله :
– هى دى ياخالد؟.. وليها عين كمان تيجى لحد هنا .. ده انا هتشل منها
وخالد قالها :
– ايوة هى .. بس اوعى تجيبى سيرة لامك .. احنا ماصدقنا أنها بدأت تنسى اللى حصل
هدى : مش طيقاها وماكنتش طايقة النفس إللى كانت بتتنفسه وهى جنبى ولو بايدى كنت خنقتها على اللى عملته فينا
خالد : انا باللى بعمله فيها بدمرها بالبطئ ولسة ياما هتشوف .. اصبرى انتى بس انا باخد حقنا كلنا منها
هدى : بس الغريبة ان ملامحها مش باين عليها انها تعمل كده
ضحك خالد بسخرية وقال :
– قناع ياماما .. مشوفتهاش فى اول يوم جات فيه عندى فى البيت .. كانت نافشة ريشها ومتكبرة ومغروة ومناخيرها رافعاها فى السماء لكن على مين .. ذليتها وجيبت مناخيرها الأرض ولسة ياما هعمل فيها
هدى : طب عاملة ايه مع العيال؟.. واخدة بالها منهم والا لأ؟
خالد : شهادة حق تتقال فى حقها عاملة زى الخدامة معاهم
هدى : مش كفاية تكون خدامة .. دى شردتهم وخربت بيت امهم ولولا نزلت انت وصلحت كل حاجة كان زمان العيال دى فى الشارع بسببها .. هى لازم تدفع التمن غالى
خالد : بتدفع وهتدفع .. ولسة كمان لما نرجع مصر محضرلها مفاجأة حلوة أوى .. اصبرى وهتتفرجى عليها وانا بجننها وأخليها تمشى تكلم نفسها فى الشارع
ضحكت هدى وقالت :
– ناوى تعمل معاها ايه؟
خالد : بكرة هتعرفى كل حاجة .. المهم دلوقتى ادخلى صحيها واقلقلى منامها .. مش عايزها تتهنى حتى بالنوم
كنت واقفة اسمع الكلام ده ودموعى عمالة تنزل بغزارة وانا بسأل نفسى ايه اللى عملته يستحق اللى بيعمله فيا وليه مش راضى يقولى ايه اللى عملته وبيعاقبنى عشانه
استنيت لما هدى طلعت من عنده ودخلتله وانا مكسورة وحزينة على اللى بيحصلى وطلبت منه انى ارجع مصر النهارده
والغريبة أنه قالى أن هو اصلا كان هيقولى الكلام ده وطلب منى احضر نفسى وأحضر العيال بسرعة .. وافتكرت كلامه لهدى أنه محضرلى مفاجأة لما ارجع مصر وفضلت طول الطريق اقول لنفسى ياترى هيورينى ايه تانى ومحضرلى ايه المرة دى
فتح باب الشقة ودخل ودخلت وراه واتفاجئت
يتبع….
↚
طول الطريق كنت بفكر ياترى هايورينى ايه تانى ومحضرلى ايه المرة دى .. فتح باب الشقة ودخل ودخلت وراه واتفاجئت بواحدة طالعة من المطبخ والعيال اول ماشافوها طلعوا يجروا عليها وهما بيقولولها .. ماما
اتسمرت مكانى ومبقتش قادرة اتحرك وخالد راح ناحيتها وسلم عليها وهو بيقول :
– حمدلله على السلامة ياست نهى .. يارب تكونى قضيتى اجازة سعيدة
ضحكت وقالت : هتسكت والا ارجع تانى بيت بابا؟
– لا والنبى ياست هانم احنا ماصدقنا ان الأمور رجعت لطبيعتها ربنا يديمك نعمة فى حياتنا
– ربنا يخليك لينا يا خالد
شوية واتحركت نهى ناحيتى وأخدت البنت الصغيرة منى وشالتها وقعدت تفتش فيها وهى بتقول لخالد :
– هى دى الشغالة إللى جبتها لاولادى؟
– حاجة زى كده
حسيت انها اتضايقت وباسلوب حاد قالتله :
– يعنى ايه حاجة زى كده .. هى الشغالة والا مش هى؟
بصلى وقالها : ايوة الشغالة
اتقهرت وحسيت بالاهانة وانا سمعاهم بيقولوا عليا كده ومش قادرة ارد عليهم واقولهم انا لا كنت شغالة ولا عمرى هكون لكن فضلت السكوت وفضلت اسمع ومتكلمش عشان معملش مشاكل وانا مش ناقصة
قعدت نهى قدامى وحطت رجل على رجل وشاورتلى بايدها وقالتلى :
– خلاص تقدرى تمشى .. مستغنيين عن خدماتك
وبصت لخالد وقالت :
– خلاص ياخالد اديها حسابها ومشيها انا خلاص رجعت لولادى
خالد : خلاص يانهى انتى تؤمرى .. هتمشى النهارده
بصلى خالد وقالى :
– خلاص ياسلمى تقدرى ترجعى بيتك
بصتله بدهشة وقولتله :
– ارجع بيتى بالبساطة دى؟.. ارجع لوحدى اقولهم ايه؟.. انت لازم تكون معايا وتفهمهم الحقيقة عشان اقدر اعيش معاهم ولازم كمان تطلقنى
ضحك خالد وقال :
– اقولهم الحقيقة؟.. الحقيقة انا هصدمك بيها دلوقتى
أنا يا سلمى لا اقدر اطلقك ولا اقدر اروح معاكى عند ابوكى اقوله على الحقيقة
اولا مينفعش اطلقك لاننا متجوزناش اصلا وقسيمة الجواز دى مزورة .. صحيح الامضا امضتك والبصمة بصمة ايدك لكن القسيمة مش سليمة ..
انا كنت أعرف واحد ابن مأذون كان له فى شغل الشمال خليته ظبتلى الدنيا كلها .. هو جابلى قسيمة وانا بلعبة عملتها عليكى خليتك مضيتى وبصمتى من غير ما تاخدى بالك
مكنتش فاهمة هو بيقول ايه .. مش مستوعبة كلامه وقولتله :
– ازاى مزورة وطلع بيها حكم من المحكمة .. ومضيت امتى وازاى وانا عمرى ما مسكت قسيمة جواز قبل كده؟
قعد على اقرب كرسى له وقال :
يتبع….
↚
مكنتش فاهمة هو بيقول ايه .. مش مستوعبة كلامه وقولتله :
– ازاى مزورة وطلع بيها حكم من المحكمة .. ومضيت امتى وازاى وانا عمرى ما مسكت قسيمة جواز قبل كده؟
قعد على اقرب كرسى له وقال :
– انا هحكيلك الحكاية كلها .. انا رجعت من سفرى ومفيش فى دماغى غيرك .. كنتى انتى كل شغلتى وقدرت أجمع عنك معلومات وعرفت عنك وعن حياتك كل حاجة
حضرتك كنتى مقدمة على شغل وانا قدرت بفلوسى اشترى السكرتيرة بتاعة الشركة واخليها تمضيكى على قسيمة الجواز من غير ما تاخدى بالك وقدرت تبصمك كمان علي الصورة وعلى القسيمة .. افتكرى معايا كده لما ناهد اتصلت بيكى وقالتلك يا انسة سلمى تقدرى تيجى بكرة عشان تعملى المقابلة .. كنت أنا هناك مظبتلك كل حاجة وكنت مجهزلك واحدة تانى قاعدة قدامك ومضت على اوراق وكانت شايلة عيل صغير روشك كتير وطلع عينك اليوم ده بشقاوته وعفرته وشوية وأمه سابتهولك وقالتلك معلش ياحببتى ثوانى بس ادخل وارجع بسرعة وخلى بالك منه ومسكتى العيل وهنا بقى جه دور ناهد اللى طلبت منك التوقيع على استمارات الشغل واللى شوفتى بعنيكى اللى مضت عليها قبلك ومضيتى وانتى ملخومة فى الولد اللى بليناكى بيه ومكنتيش قادرة تقعدى ولا تفكرى وكان وسط الاوراق القسيمة .. وبسرعة خلناكى تعملى كل حاجة
وفى الاخر وبعد ماعملتى كل اللى احنا عايزينه منك قالتلك هتتراجع بياناتك وهيتوقع على الطلب بالموافقة وهنتصل بيكى يوم استلامك للشغل
وعن طريق واحد اعرفه بيشتغل فى المحكمة قدر يجيبلى حكم بكل سهولة وحطيت عليه اسمك واسمى وبعتهولك مع واحد من طرفى عشان اسبوك الدور عليكى وفعلا دخلت عليكم كلكم وجيتى برجليكى لكن مكانتش لسة خطتى خلصت
كان لازم اتخانق مع اخوكى عشان اخليه ينفعل ويضربنى واروح اعمله محضر بسرعة عشان الهيكى فيه واشل تفكيرك ومخلكيش تفكرى تشتكى .. وفعلا حصل اللى كنت مخططله واخوكى ساعدنى كتير لما اتعصب بسرعة وضربنى وعملتله محضر وبكده خليتك وحيدة وانتى بتواجهينى وشليت تفكيرك وحركتك وجبتك لحد باب بيتى وهو ده اللى مكنتش احلم باكتر منه كنت عايز اخليكى تباتى عندى فى بيتى ولو ليلة واحدة عشان اكسر عينك قدام الناس ولو بلغتى عنى كنت هتسجن عادى .. مكانتش هتفرق معايا
والناس كانت هتنسى كل اللى انا عملته لكن عمرهم ماكانوا هينسوا انك نمتى فى بيت راجل غريب وانتى مش متجوزاه وكنتى هتعيشى عمرك كله انتى وعيلتك راسكم فى الطين
مكنتش مصدقة إللى بسمعه وكأنى بتفرج على فيلم فى السينما .. قسيمة وجواز وحكم وقضية وحاجات كتير مكنتش قادرة استوعبها .. معقول فى انسان يقدر يعمل كل ده وعشان ايه ده كله معرفش .. اتظلمت واتذليت واتهانت واتقال عليا خدامة عشان عملت ايه؟.. برضه معرفش
فى النهاية قولتله خلاص تيجى معايا قدام اهلى وقول إللى قولتهولى دلوقتى .. برأنى قدامهم عشان يكون ليا عين اعيش معاهم تانى
ضحك بصوت عالى وقال :
– انتى مجنونة .. عايزانى اروح اقول ايه .. اقول انى زورت عشان اتسجن؟.. وعشان ايه؟ عشان خاطرك انتى .. ده انا كنت بنتقم منك .. عايزانى دلوقتى اقف معاكى؟.. انتى بتحلمى مستحيل اعمل كده
مش عارفة ليه في اللحظة دى نزل عليا برود شديد وانا بتكلم ومستسلمة والكل واقف يتفرج عليا وقولتله :
– خلاص بلاش تعترف .. اتجوزنى بجد عند مأذون وبعدين طلقنى ويبقى فى أيدى ورقة طلاق عشان اقدر اعيش وسط الناس
قال : برضه لاء مش هتجوزك لو انتى اخر واحدة فى الدنيا .. متتعبيش نفسك مش هساعدك
قولتله : يعنى لا هتعترف باللى عملته ولا هتتجوزنى؟
– قال : ايوة .. عشان كده ابقى اخدت حقى وحق عيلتى كلها منك ورديت اعتبارنا
قلت : حق ايه ورد اعتبار ايه؟ فهمنى بقى عملت فيكم ايه يستحق تعملوا فيا اللى عملتوه وتدمروا حياتى واعصابى بالشكل ده .. عايزة اعرف ايه اللى عملته؟
وقف خالد قصادى بكل شموخ وقال :
– هتعرفى كل حاجة دلوقتى .. ونادى بعلو صوته وقال : يا زياد تعالى
اول ماسمعت اسم زياد كإنى كنت فاقدة الذاكرة ورجعتلى فى اللحظة دى
خرج زياد من الاوضة واول ماشوفته رجعت لورا وكإنى شوفت عفريت وافتكرت كل اللى عملته … وبدأت افتكر
لما اتخطبت الخطوبة الاخيرة كنت فى الاول موافقة ومقتنعة وفرحانة زى كل مرة وبعد شوية لقيتنى مش قادرة احبه ولا اقبله .. روحت لبابا وقلتله انى عايزة افسخ الخطوبة قالى :
– بالسهولة دى عايزة تفسخى خطوبتك؟.. انتى اكيد مجنونة .. عارفة ده رقم كام اللى تتخطبيله وترجعى تفسخى؟.. ده تالت واحد يخطبك .. غير اللى كنا بنقرا معاهم الفاتحة وسيادتك ترجعى فى كلامك زى العيال .. انتى بقيتى شحطة كبيرة واللى فى سنك اتجوز وخلف كمان .. هتجوزيه يعنى هتجوزيه ومش عايز اسمع صوتك تانى كفاية دلع بقى لحد كده وده اخر كلام عندى
كنت كل مااقوله مش هتجوزه يقولى هتجوزيه ورجلك فوق رقبتك وورينى بقى هتعترضى على كلامى ازاى
حيست انى هتدفن بالحيا كل مااتخيل نفسى انى هتجوز واحد زى ده .. مش قادرة اقبله نهائى وكل مااقول لماما اتصرفى تقولى مش هقدر اعملك حاجة المرة دى .. ابوكى مصمم على جوازك مهما عملتى
ولما اتكلم مع اخواتى الاولاد يقولوا مانقدرش نقف قصاد ابوكى انتى عارفة كويس لما يصر على حاجة لازم يعملها وبصراحة انتى زودتيها أوى بدلعك الزايد ده
اخر مازهقت قلت لخطيبى انى مش بحبه ولا قادرة احبه وياريت يروح لبابا ويقوله أن هو إللى عايز يفسخ الخطوبة
يقولى مقدرش اعمل كده عشان انا بحبك وبكرة لما نتجوز اكيد هتحبينى
لقيت كل السكك فى وشى اتقفلت ومحدش راضى يقف معايا
وفى يوم وانا ماشية فى الشارع سرحانة وبفكر ازاى افشكل الجوازة دى وفجأة خبطت فى واحد غصب عنى كان ماشى قدامى .. هنا بقى لعب الشيطان فى دماغى وقلت فرصة وجات لحد عندى .. اكبر الموضوع ولما يوصل لخطيبى غصب عنه هيسيبنى سواء بمزاجه او بضغط من اهله
زعقت فيه وقولتله : انت حيوان ومعندكش اخلاق أنت قاصد تخبطنى
وهو يقولى والله ماقصدى حضرتك اللى ماشية سرحانة وخبطتى فيا ..
– انت مجنون .. انت اللى خبطتنى .. أنت قاصد كده انا لازم اسجنك واربيك
– تسجنينى ليه هو انا قربت منك والا جيت ناحيتك
– وكمان بتنكر
وبدأت الم الناس عليه واقولهم امسكوه ده بيتحرش بيا
اول ماسمع الكلمة دى وقف وبلم وقال :
– ايه الكلام اللى بتقوليه ده .. انا راجل محترم وبخاف ربنا ومتجوز وعندى اولاد .. مستحيل اعمل اللى بتقولى عليه .. اكيد انتى مجنونة
انا اول ماسمعت كلمة مجنونة سوقت فيها على الاخر وقعدت اعيط واصرخ واقول انا عايزة حقى من الراجل ده وربنا ماهسيبه
الناس اخدتنى واخدته وطلعوا بينا على القسم وهناك عملتله محضر ودخلوه الحجز واتصلت ببابا وقلتله على اللى حصل واول ماسمع كلامى جه يجرى وهو بيقول لازم اعلمه الادب واخواتى كانوا متعصبين قوى وقالوا لو مسكناه فى ايدنا هنقطعه ونقوم الدنيا حريقة وانا سخنت وصدقت نفسى وقلت انا عايزة حقى وهو يقول وربنا ماعملتلها حاجة وانا برضه اقول مش هسيبه الا لما اخد حقى منه
تانى يوم جه محامى زياد عندنا وقال لبابا بلاش الشوشرة على موكلى وعلى بنت حضرتك موكلى راجل محترم وعنده عيلة كبيرة فى الصعيد ومتجوز وعنده بنات
وانا اقول ابدا مش هسيب حقى والمحامى يقول طب ايه اللى يرضيكم واحنا نعمله؟
اقول اللى يرضينى انى اسجنه وياخد جزاءه
حسيت ان بابا اتأثر بكلام المحامى لما اكدله ان موكله انسان محترم ومن عيلة كبيرة .. واللى اكد كلامى ده انى لقيت بابا بصلى بغدر وشخط فيا وقالى مش عايز اسمع صوتك وقومى من هنا .. فأخدت بعضى ودخلت اوضتى فى الوقت اللى المحامى كان قرب من بابا وسمعته قبل ما ادخل اوضتى وهو بيقوله :
– مش من مصلحتك ولا مصلحة بنتك أنها تمشى فى القضية لأنها هتضرر وهتبقى سمعتها على كل لسان وانت عارف كلام الناس وبالذات فى قضية زى دى حتى لو كانت بنتك مظلومة واللى اشك فيه ده غير العداء اللى هيحصل بينكم وبين عيلته
شوية ولقيت الجرس رن وبابا فتح وكانت مامت خطيبى والغضب مرسوم على وشها
يتبع….
↚
( جرس الباب رن ولما بابا فتح كانت مامت خطيبى والغضب كان باين على وشها وبدون اى مقدمات انهت خطوبتى على ابنها وطلبت من بابا الدهب واى حاجة جابوها ليا
وفجأة لقيت بابا خبط الباب برجله ودخل عليا الاوضة وهو بيقول بانفعال :
– مكنتش اتخيل أن ضميرك يسمحلك تعملى اللى عملتيه .. بقى كنتى هتسجنى واحد مظلوم لمجرد انك تريحى نفسك؟.. ياجبروتك ياشيخة .. بس على العموم انا اللى غلطان عشان دلعتك بزيادة ونفذتلك كل طلباتك ومكنتش بعترض على اللى بتعمليه .. مش مسامحك ياسلمى لحد ما اموت
سابنى وخرج بعد ما قال جملته وطلعت أجرى على ماما وحكيتلها كل حاجة وقولتلها :
– اقفى معايا وخلى بابا يسامحنى خلاص اللى حصل حصل ومحدش اتضر فى الموضوع ده واتنازلت عن المحضر والحكاية خلصت ولا كأنها حصلت من اصله
صعبت على ماما لما لقتنى بتكلم ومتأثرة وراحت لبابا وضغطت عليه يكلمنى بس هو مرضيش وفين وفين لما بدأ يصفالى شوية بشوية لحد ماخليته بهزارى ودلعى عليه يضحك فى وشى ويكلمنى وينسى اللى حصل كله وانا كمان نسيت الموضوع وعشت حياتى طبيعي زى الاول وكإن مفيش حاجة حصلت )
قرب خالد منى وقال :
– اكيد دلوقتى افتكرتى عملتى ايه .. لكن انا هكملك الحكاية
اسوء تليفون جانى فى عمرى كله كان تليفون زياد وهو فى السجن وبيعيط زى العيال ويقولى الحقنى ياخالد انا واقع فى مصيبة .. الكلمة دى خليتنى اسيب شغلى وحالى وكل حاجتى وارجع مصر بسرعة عشان اكون جنب اخويا الكبير .. ولما روحتله السجن حكالى على كل اللى حصل معاه وانك ظلمتيه باتهامك ليه وان بيته اتخرب بعد ما مراته عرفت وسابت البيت وطلبت الطلاق ورفضت تصدق أنه مظلوم وكمان الخبر وصل لامى واختى فى البلد وعاشوا مرعوبين من الناس لما تعرف بالحكاية وتتكسر عينهم قدام اهل البلد زى مايكونوا عاملين عملة ونعيش طول عمرنا مكسورين حتى اولاد زياد كانت هتبقى بصمة عار فى حياتهم لما يعرفوا ان أبوهم منحل وبالاخلاق دى ومحدش هيقبل وجودهم فى حياته اصلا
واسودت الدنيا فى عينى اكتر لما عرفت من المحامى انك مصممة انك متتنازليش رغم أنك عارفة أنه مظلوم ومعملش حاجة .. لكن غبائك وغرورك كان هيدمر عيلة بحالها
كل يوم كان بيعدى على اخويا فى السجن كنت بتوعدلك فيه انى احاسبك على اللى عملتيه
عشت ليالى طار فيها من عينى النوم وانا بفكر انتقم منك كل ما اشوف زياد فى الحبس وامى بتبكى وكانت هتروح فيها واختى انكسرت ومبقتش قادرة تخرج من البيت واولاده ومراته سابوا البيت اتوعد اكتر انى ادفعك التمن غالى بحق كل دمعة نزلت من عين اى حد من عيلتى وهربيكى واعلمك الادب
حضرتك بعد ما دمرتى اعصابنا كلنا اتتازلتى عن القضية وطلع زياد من السجن وكان نفسيا متدمر .. خسر كل حاجة .. خسر شغله ومراته وعياله وحبس نفسه زى الحريم فى البيت ومكنش قادر يطلع ولا يواجه حد .. كان أهون عليه يتسجن عمره كله فى قضية غير القضية دى .. حاولت كتير مع نهى أنها تصدق أنه مظلوم واترجتها تقف جنبه لان حالته النفسيه كانت زى الزفت
وبعد محاولات كتير قدرت اقنعها أنها ترجع وتحاول تنسى كل اللى حصل ووعدتها انى هجيبلهم حقهم من اللى عمل فيهم كده .. انا كنت انسان طيب قوى وحنين مع الكل لكن إللى عملتيه فى اخويا وفينا كلنا خلانى اتحول واطلع اسوء حاجة فيا واعمل فيكى اللى عملته من غير اى لحظة ندم
زورت القسيمة عشان اجيبك واذلك وادوقك طعم الظلم وبعدها اقترحت على نهى تاخد اجازة وتروح تغير جو هى وزياد فى اى مكان عشان ينسوا اللى حصل وحجزتلهم هما الاتنين واخدت منهم العيال وجبتهملك انتى عشان تخدميهم يمكن تكفرى شوية عن اللى عملتيه مع امهم وابوهم .. وأخدتك عند اختى اللى عاشت فى رعب من أن خطيبها يعرف الحكاية ويسيبها وينهى حياتها اللى لسة مكنتش بدأت .. وديتك عندها عشان تدوقى طعم الذل اللى داقته والقلق اللى عاشته وطير النوم من عينها
كنت واقفة اسمع كلام خالد ومش قادرة ارد عليه وكل اللى كنت بعمله انى بعيط ومش مصدقة أن الغلطة اللى عملتها تترد عليا بالشكل ده واتهان واتذل بالطريقة دى .. كان أهون عليا اتجوز واحد مبحبهوش واعيش معاه العمر كله تعيسة على أن اسيبه واعمل إللى عملته ويترد ليا بالشكل ده .. ايوة انا غلطت واعترفت بغلطى وصلحته وطلبت من ربنا يسامحنى لكن
مكنتش أعتقد أن فى ناس مش بتسامح وبترد بالطريقة دى
بصيت لخالد ونهى وزياد وقلت :
– خلاص الحكاية كده خلصت واخدتوا حقكم منى ورضيتوا باللى عملتوه فيا؟.. انا كمان راضية باللى اتعمل معايا ودفعت تمن غلطتى وبكده نبقى خالصين وهمشى ومش عايزة منك اى حاجة ياخالد .. لا عايزاك تعترف باللى عملته لعيلتى ولا عايزاك كمان تتجوزنى لأن خلاص مبقاش فى حاجة تفرق معايا .. انا همشى مش من عندكم بس انا همشى من البلد كلها ومبقاش يهمنى كلام الناس
ومشيت وانا مش عارفة هروح فين والا هعمل ايه .. كنت محطمة وقعدت فى الشارع اعيط زى العيال الصغيرة لحد ما لقيت واحد قرب منى ورفعت راسى عشان اشوف مين لقيته بابا واول ماشوفته بيقرب منى طلعت اجرى عليه واترميت فى حضنه وانا ببكى وبقوله :
– سامحنى يا بابا .. انا غلطت وندمت على اللى عملته سامحنى
لقيته بيمسحلى دموعى ويقولى :
– خلاص ياسلمى ربنا بيسامح مش هسامح انا ياعبد
واخدنى ورجعت معاه البيت وهناك لقيت ماما واخواتى مستقبلينى بشوق كبير ورفضت اتكلم فى اللى فات .. مش عايزة افتكر اى حاجة من اللى حصلت معايا لكن لقيت بابا بيقولى :
– خالد وزياد كانوا عندنا وحكولنا على كل حاجة وخالد عايز يتجوزك .. ايه رأيك؟
قلت : لا مش عايزة اشوف وشه .. مش عايزة اسمع اسمه
وجريت بسرعة دخلت اوضتى وقفلت على نفسى وانا بفتكر كل اللى شوفته منه واللى عمله فيا وكنت كل ما اغمض عنية اتألم اكتر لما افتكر أد ايه كان قاسى معايا وأد ايه ظلمنى وجه عليا
نمت وانا بحاول انسى إللى حصل كله لكن صحيت على صوت خالد وهو بيتكلم مع بابا فقومت بسرعة فتحت الباب بالراحة وسمعته بيقول :
– ياعمى انا لما قعدت مع نفسى وفكرت فى إللى عملته استندلت نفسى أوى وانا جاى اصلح غلطتى .. انا عايز اتجوز سلمى وهى كانت عايزة كده
سمعت كلامه ده وخرجت من اوضتى ووقفت فى وشه وقلت :
– مش عايزة منك اى حاجة .. عايزاك تسيبنى فى حالى وكفاية اللى عملته فيا .. كتر الف خيرك انك جيت لحد هنا واعترفت لبابا على اللى عملته فيا .. يبقى الموضوع كده خلص واتفضل اطلع من حياتى بقى والا عايز تنتقم منى تانى .. اظن انى دفعت تمن غلطتى من اعصابى وكرامتى واشتغلت خدامة ليك ولاولاد اخوك .. كفاية لحد كده
سمع خالد كلامى ومقدرش يرد عليا بكلمة واحدة .. وشوية واخد زياد ومشى راح بابا اخدنى فى حضنه وقالى :
– معلش ياحبيبتى بس انتى لازم تتجوزيه عشان كلام الناس .. انتى عشتى فى بيته والناس
مش هترحمك لو عرفوا الحقيقة
قولتله وانا ببكى :
ميهنيش كلام حد
قال : بس احنا يهمنا ومتنسيش ان الناس عارفة انك كنتى بايتة فى بيته فتعالى على نفسك واتجوزيه وبعد كده يطلقك ويبقى محدش له عندنا حاجة
– يا بابا مش قادرة ابص فى وشه
– ده هيتجوزك جواز صورى على الورق بس وهتعيشى معانا هنا فى البيت وشوية ويطلقك بس عشان نخرس الناس .. الكل عارف انك كنتى متجوزاه وكنتى عايشة معاه فى بيت واحد افرضى ان حد اتقدملك دلوقتى وعارف انك كنتى متجوزة هنجيبله منين قسيمة طلاقك عشان نثبت انك مطلقة؟
– مش هتجوز .. هعيش طول عمرى كده
– بس انا عايز اجوزك وافرح بيكى وبعيالك قبل ما اموت
– خلاص ..اتجوز اى حد الا خالد
– ياعبيطة الناس كلها عرفت انك كنتى متجوزاه .. نقولهم ايه دلوقتى .. أصلها ماكانتش متجوزاه وكانت بتكدب علينا وكانت عايشة معاه فى بيت واحد من غير جواز؟.. يرضيكى يتقال عليا معرفتش اربى؟.. يرضيكى يتقال عليه راجل لا مؤاخدة؟.. انا عارفك كويس وواثق فيكى بس كلام الناس مش هنقدر نمنعه ولا هنقدر نتحمله .. اسمعى كلامى المرة دى عشان خاطرنا كلنا
كانت ماما واخواتى وبابا محاوطينى وعمالين يزنوا عليا انى اوافق وفى الاخر مقدرتش اهرب منهم ولا من الحاحهم عليا وقلت خلاص هتجوزه بس يطلقنى تانى يوم على طول
بابا فرح اوى وبسرعة اتصل بخالد وقاله انى موافقة واخدنى بابا وروحت معاه عند المأذون
انا وخالد وكتب عليا هناك وقبل ما امشى قلتله بكرة تطلقنى .. ضحك وقالى :
– طب ما اطلقك دلوقتى واخلص منك
قولتله ياريت
تانى يوم اتصلت بيه وطلبت منه يجى عشان يطلقنى قالى :
– مش هطلق واعلى مافى خيلك اركبيه
– هتطلق ورجلك فوق رقبتك
– انتى بتحلمى
سمعت رده عليا وجريت على بابا وقولتله :
– خالد رافض يطلقنى يا بابا
ضحك وقالى :
– ياعبيطة .. معقول لسة معرفتيش ان خالد بيحبك؟.. هو اعترفلى انه بيحبك ومش هيقدر يعيش من غيرك وكل اللى عمله معاكى كان من ورا قلبه .. هو فى الاول كان مخنوق منك وكان عايز يذلك ويرد الاعتبار لاخوه لكن لما عشتى معاه فى البيت اتعود عليكى وعلى وجودك فى حياته .. هو فضل يكابر لحد ما اتأكد أنه بيحبك بجد بعد ما مشيتى وقعد مع نفسه وافتكر الايام اللى كان عايش معاكى فيها .. رغم اللى كان بيعمله فيكى إلا أن حبك اتزرع جواه ومبقاش قادر يتخلص منه
– بس انا مش بحبه ولا عمرى هاحبه
– انتى بتكدبى على نفسك .. انتى بتحبيه بدليل انك قبلتى انك تتجوزيه .. كان ممكن تصممى على رفضك وتقفلى الباب ده بانك تطلبى اننا نعزل من بيتنا ونروح مكان جديد محدش يعرفنا فيه لكن انتى رضيتى تتجوزيه عشان انتى كمان حبتيه فقصرى بقى عشان هو اتصل بيا وهددنى انك لو معقلتيش ورجعتى عن فكرة الطلاق منه هيرفع عليكى قضية بجد ويطلبك فى بيت الطاعة ويعيد اللى فات .. وانتى حرة بقى
ضحكت ونسيت كل اللى حصل فى ثوانى لان الحب خلانى انسى كل حاجة حصلتلى حبى لخالد خلانى انساله كل اللى عمله فيا وهو كمان حبه ليا خلاه نسى اللى عملته فى حياتى وقت الدلع والاستهتار بس المرة دى حياة سلمى الجديدة اللى عرفتها معاه واتعودت عليها بعيد عن حياة سلمى اللى كنت عايشاها فى بيت بابا
سلمى الدلوعة المستهترة المغرورة خلاص مبقاش ليها وجود دلوقتى وبقى فى سلمى تانى خالص .. دلوعة برضة بس على خالد اللى عاشت معاه وعوضها عن كل اللى عمله فيها بحبه وحنانه عليها وخلفت كمان ولد منه وسمته خالد من كتر حبها ليه وفعلا الحب قدر يشيل الغل اللى كان جواهم وغير حياتهم هما الاتنين وشال الكره وزرع بدل منه حب قوى محدش يقدر يزيله من قلوبهم
………تمت
.jpeg)